تخطى إلى المحتوى

الشَّيخُ الأكبَرُ مُحْيِي الدين ابْنُ العربي

تَرْجَمَةُ الشَّيْخِ الأَكْبَرِ
شُيُوخُهُ:

ذَكَرَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ سِتِّينَ شَيْخًا مِنْ شُيُوخِهِ فِي إِجَازَتِهِ الَّتِي أَجَازَ بِهَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَلِكَ الْمُظَفَّرَ بَهَاءَ الدِّينِ غَازِي بْنَ الْمَلِكِ الْعَادِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ، وَمِنْهُمْ:

  • أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ صَافٍ اللَّخْمِيُّ، قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ بِالْقِرَاءَاتِ السَّبْعِ، وَ«الْكَافِيَ» لِأَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ شُرَيْحٍ الرُّعَيْنِيِّ المُقْرِئِ فِي مَذَاهِبِ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ الْمَشْهُورِينَ، وَحَدَّثَهُ بِهِ عَنِ ابْنِ الْمُؤَلِّفِ أَبِي الْحَسَنِ شُرَيْحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ الرُّعَيْنِيِّ عَنْ أَبِيهِ الْمُؤَلِّفِ.
  • أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَالِبٍ الشَّرَّاطُ، مِنْ أَهْلِ قُرْطُبَةَ، قَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضًا الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ بِالْكِتَابِ الْمَذْكُورِ، وَحَدَّثَهُ بِهِ عَنِ ابْنِ الْمُؤَلِّفِ أَبِي الْحَسَنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ الْمُؤَلِّفِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ الْمُقْرِئِ.
  • الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ التَّادَليُّ، قَاضِي مَدِينَةِ فَاسَ، حَدَّثَهُ بِكِتَابِ «التَّبْصِرَةِ فِي مَذَاهِبِ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ» لِأَبِي مُحَمَّدٍ مَكِّيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمُقْرِئِ، عَنْ أَبِي بَحْرٍ سُفْيَانَ بْنِ الْقَاضِي، عَنِ الْمُؤَلِّفِ، وبِجَمِيعِ تَوَالِيفِ مَكِّيٍّ أَيْضًا، وَأَجَازَهُ إِجَازَةً عَامَّةً.
  • الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جَمْرَةَ، سَمِعَ عَلَيْهِ كِتَابَ «التَّيْسِيرِ فِي مَذَاهِبِ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ» لِأَبِي عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّانِيِّ الْمُقْرِئِ، وَحَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُؤَلِّفِ، وَبِجَمِيعِ تَوَالِيفِ الدَّانِيِّ، وَأَجَازَهُ إِجَازَةً عَامَّةً.
  • أَبُو شُجَاعٍ زَاهِرُ بْنُ رُسْتُمَ الْأَصْفَهَانِيُّ، إِمَامُ الْمَقَامِ بِالْحَرَمِ الشَّرِيفِ، سَمِعَ عَلَيْهِ «سُنَنَ التِّرْمِذِيِّ»، حَدَّثَهُ بِهِ عَنِ الكَرُوخِيِّ عَنِ الْغُورَجِيِّ عَنِ الْجَرَّاحِيِّ عَنِ الْمَحْبُوبِيِّ، وَأَجَازَهُ إِجَازَةً عَامَّةً.
  • الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَرْقُونَ الْأَنْصَارِيُّ، سَمِعَ عَلَيْهِ كِتَابَ «التَّقَصِّي» لِأَبِي عُمَرَ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ النَّمَرِيِّ الشَّاطِبِيِّ، وَحَدَّثَهُ بِهِ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ مُوسَى بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنِ الْمُؤَلِّفِ، وَبِجَمِيعِ تَوَالِيفِهِ مِثْلِ: «الِاسْتِذْكَارِ»، وَ«التَّمْهِيدِ»، وَ«الِاسْتِيعَابِ»، وَ«الِانْتِقَاءِ»، وَأَجَازَ لَهُ إِجَازَةً عَامَّةً فِي الرِّوَايَةِ، وَأَجَازَ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ جَمِيعَ تَوَالِيفِهِ.
  • الْمُحَدِّثُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيُّ الْإِشْبِيلِيُّ، حَدَّثَهُ بِجَمِيعِ مُصَنَّفَاتِهِ فِي الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ، وَعَيَّنَ لَهُ مِنْ أَسْمَائِهَا: «تَلْقِينَ الْمُبْتَدِي»، وَ«الْأَحْكَامَ الصُّغْرَى» وَ«الْوُسْطَى» وَ«الْكُبْرَى»، وَكِتَابَ «التَّهَجُّدِ»، وَكِتَابَ «الْعَاقِبَةِ»، وَنَظْمَهُ وَنَثْرَهُ، وَحَدَّثَهُ بِكِتَابِ الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ شُرَيْحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْهُ.
  • عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ الْحَرَسْتَانِيِّ، سَمِعَ عَلَيْهِ صَحِيحَ مُسْلِمٍ، وَحَدَّثَهُ بِهِ عَنِ الْفَرَاوِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْغَافِرِ الْفَارِسِيِّ، عَنِ الْجُلُودِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيِّ، عَنْ مُسْلِمٍ، وَأَجَازَ لَهُ إِجَازَةً عَامَّةً.
  • يُونُسُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْعَبَّاسِيُّ الْهَاشِمِيُّ، نَزِيلُ مَكَّةَ، سَمِعَ عَلَيْهِ كُتُبًا كَثِيرَةً فِي الْحَدِيثِ وَالرَّقَائِقِ، مِنْهَا كِتَابُ «صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ»، حَدَّثَهُ بِهِ عَنْ أَبِي الْوَقْتِ، عَنِ الدَّاوُدِيِّ، عَنِ الْحَمُّوييِّ، عَنِ الْفَرَبْرِيِّ، عَنِ الْبُخَارِيِّ.
  • أَبُو الْوَائِلِ بْنُ الْعَرَبِيِّ، سَمِعَ مِنْهُ «سِرَاجَ الْمُهْتَدِينَ» لِلْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ ابْنِ عَمِّهِ، حَدَّثَهُ بِهِ عَنْهُ، وَأَجَازَ لَهُ إِجَازَةً عَامَّةً.
  • مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبكْرِيُّ، سَمِعَ عَلَيْهِ «رِسَالَةَ الْقُشَيْرِيِّ»، وَحَدَّثَهُ بِهَا عَنْ أَبِي الْأَسْعَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُؤَلِّفِ، وَأَجَازَ لَهُ إِجَازَةً عَامَّةً.
  • ضِيَاءُ الدِّينِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ، شَيْخُ الشُّيُوخِ بِبَغْدَادَ، أَجَازَهُ إِجَازَةً عَامَّةً، وَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَنِ الْآخَرِ، وَقَدْ حَدَّثَهُ بِتَوَالِيفِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ هَوَازِنَ الْقُشَيرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْهُ، وَسَمِعَ عَلَيْهِ بِرِبَاطِهِ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ بِحُضُورِ ابْنِهِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
  • أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ الطَّالْقَانِيُّ الْقَزْوِينِيُّ، حَدَّثَهُ بِتَوَالِيفِ الْبَيْهَقِيِّ، وَأَجَازَهُ إِجَازَةً عَامَّةً.
  • أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الْجَوْزِيِّ الْحَافِظُ، كَتَبَ لَهُ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ بِجَمِيعِ تَوَالِيفِهِ وَنَظْمِهِ وَنَثْرِهِ.

 

تَلَامِيذُهُ:

إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُودكِينَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو طَاهِرٍ النُّورِيُّ، وُلِدَ سَنَةَ 578هـ بِمِصْرَ، وَانْتَقَلَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى حَلَبَ، فَمَالَ إِلَى الصُّوفِيَّةِ وَخَالَطَهُمْ وَانْتَفَعَ بِهِمْ، وَاشْتَغَلَ بِالْعِلْمِ وَسَمَاعِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْغَزْنَوِيِّ بِالْقَاهِرَةِ، وَعَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ دِرْبَاسٍ الْمَازِنِيِّ بِحَلَبَ، وَكَذَلِكَ رَوَى عَنِ الشَّيْخِ افْتِخَارِ الدِّينِ أَبِي هَاشِمٍ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلْوَانَ الْأَسَدِيِّ، وَقَدْ صَحِبَ ابْنَ العربيِّ مُدَّةً، وَكَتَبَ عَنْهُ كَثِيرًا مِنْ تَصَانِيفِهِ.

عَبْدُ اللهِ بَدْرٌ الْحَبَشِيُّ الْيَمَانِي، صَحِبَ الشَّيْخَ ابْنَ الْعَرَبيِّ مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى أَنْ تَوَفَّاهُ اللهُ سَنَةَ 618هـ فِي مَلَطْيَةَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِهِ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِبَقَاءِ ذِكْرِهِ عِنْدَ الصُّوفِيَّةِ، وَعَاشَ حَيَاتَهُ خَادِمًا لِابْنِ الْعَرَبِيِّ، فلَمْ يُؤْثِرِ الظُّهُورَ، وَقَدْ تَرَكَ مُؤَلَّفًا وَاحِدًا عُنْوَانُهُ: «الْإِنْبَاه عَلَى طَرِيقِ الله»، جَمَعَ فِيهِ أَقْوَالًا سَمِعَها مِنِ ابْنِ الْعَرَبِيِّ مِمَّا رَآهُ نَافِعًا لِطُلَّابِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ.

صَدْرُ الدِّينِ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْقُونَوِيُّ، وُلِدَ فِي مَلَطْيَةَ سَنَةَ 606هـ، وَتُوُفِّيَ فِي قُونِيَةَ سَنَةَ 673هـ، وَقَدْ تُوُفِّيَ وَالِدُهُ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ 615هـ، فَتَوَلَّى تَرْبِيَتَهُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ، وَانْتَقَلَ الْقُونَوِيُّ مَعَ ابْنِ الْعَرَبِيِّ إِلَى دِمَشْقَ، وَدَرَّسَ بِحَلَبَ، وَحَجَّ، ثُمَّ اتَّخَذَ قُونِيَةَ مَرْكَزًا لَهُ بَعْدَ عَامِ 640هـ.


تَلَامِيذُ المَدْرَسَةِ الأَكْبَرِيَّةِ:

وَنَعْنِي بِهِمْ غَيْرَ الْمُعَاصِرِينَ لَلشَّيْخِ الْأَكْبَرِ مِمَّنْ تَأَثَّرُوا بِهِ وَاعْتَبَرُوهُ شَيْخًا لَهُمْ، وَهُمْ كُثُرٌ، وَجُلُّهُمْ مِنْ فَطَاحِلِ الْعُلَمَاءِ فِي كُلِّ عَصْرٍ، وَمِنْهُمْ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ لَا الْحَصْرِ:

الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاشَانِيُّ، صَاحِبُ أَحَدِ أَهَمِّ شُرُوحِ «فُصُوصِ الْحِكَمِ» لِابْنِ الْعَرَبِيِّ، وَمِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ: «لَطَائِفُ الْإِعْلَامِ فِي إِشَارَاتِ أَهْلِ الْأَفْهَامِ»، وَ«رَشْحُ الزُّلَالِ فِي شَرْحِ الْأَلْفَاظِ الْمُتَدَاوَلَةِ بَيْنَ أَرْبَابِ الْأَذْوَاقِ وَالْأَحْوَالِ»، وَهُمَا فِي شَرْحِ اصْطِلَاحَاتِ الصُّوفِيَّةِ، وَلَهُ «شَرْحُ مَنَازِلِ السَّائِرِينَ لِلْهَرَوِيِّ»، وَ«السِّرَاجُ الْوَهَّاجُ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ»، تُوُفِّيَ سَنَةَ 730 هـ.

الشَّيْخُ مُحَمَّد وَفَا بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاذِلِيُّ، الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 765هـ، يُرْوَى أَنَّ ابْنَ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيَّ حَضَرَ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ مُحَمَّد وَفَا يَوْمَ وِلَادَتِهِ وَحَمَلَهُ وَقَبَّلَهُ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنَّهُ جَامِعُ عِلْمِ الْحَقَائِقِ. وَقَدْ أَخَذَ الطَّرِيقَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ بَاخلا وَيَاقُوتٍ الْعَرْشِيِّ، وَقَدْ أَخَذَهُ دَاوُدُ عَنْ تَاجِ الدِّينِ بْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ، وَأَخَذَهُ تَاجُ الدِّينِ وَيَاقُوتُ الْعَرْشِيُّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُرْسِيِّ عَنِ الْقُطْبِ الشَّاذِلِيِّ، وَقَدْ تَمَيَّزَتِ الطَّرِيقَةُ الْوَفَائِيَّةُ الشَّاذِلِيَّةُ الَّتِي أَنْشَأَهَا رضي الله عنه عَنْ غَيْرِهَا مِنْ فُرُوعِ الشَّاذِلِيَّةِ بِتَأَثُّرِهَا بِعُلُومِ الْحَقَائِقِ الَّتِي أَبْرَزَهَا فِي طَرِيقِ الْقَوْمِ الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ رضي الله عنه.

الشَّيْخُ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجِيلِيُّ، الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 832هــ، وَالَّذِي يَعْتَبِرُهُ بَعْضُ الْبَاحِثِينَ مُكَمِّلًا بِكِتَابَاتِهِ لِلتَّعَالِيمِ الْمِيتَافِيزِيقِيَّةِ لِابْنِ الْعَرَبِيِّ، وَلَهُ الْعَدِيدُ مِنَ الْمُؤَلَّفَاتِ الَّتِي يَظْهَرُ فِيهَا تَأَثُّرُهُ بِالشَّيْخِ الْأَكْبَرِ، وَمِنْهَا: «الْإِنْسَانُ الْكَامِلُ فِي مَعْرِفَةِ الْأَوَاخِرِ وَالْأَوَائِلِ»، وَ«الْكَهْفُ وَالرَّقِيمُ فِي شَرْحِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، وَ«مَرَاتِبُ الْوُجُودِ وَحَقِيقَةُ كُلِّ مَوْجُودٍ»، وَ«حَقِيقَةُ الْحَقَائِقِ الَّتِي هِيَ لِلْحَقِّ مِنْ وَجْهٍ وَمِنْ وَجْهٍ لِلْخَلَائِقِ»، وَ«شَرْحُ مُشْكِلَاتِ الْفُتُوحَاتِ الْمَكِّيَّةِ»، وَ«كَشْفُ الْغَايَاتِ شَرْحُ كِتَابِ التَّجَلِّيَاتِ لِابْنِ الْعَرَبِيِّ»، وَ«الْإِسْفَارُ عَنْ نَتَائِجِ الْأَسْفَارِ» وَهُوَ شَرْحٌ لِـ«رِسَالَةِ الْأَنْوَارِ» لِابْنِ الْعَرَبِيِّ.

الشَّيْخُ الْجَلِيلُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْغَنِيِّ النَّابُلُسِيُّ، الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 1143هـ، وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ عُلَمَاءِ عَصْرِهِ وَأَبْرَزِ شُعَرَائِهِ، وَهُوَ غَزِيرُ التَّآلِيفِ، وَقَدْ شَرَحَ «فُصُوصَ الْحِكَمِ» لِابْنِ الْعَرَبِيِّ، وَقَامَ بِتَحْلِيلِ بَعْضِ أَفْكَارِهِ.


وَفَاتُهُ:

تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ وَرَضِيَ عَنْهُ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِينَ مِن رَبِيعٍ الآخَرِ بِدِمَشْقَ سَنَةَ سِتِّمِائَةٍ وَثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ مِنَ الهِجْرَةِ، فِي دَارِ ‌القَاضِي ‌مُحْيِي ‌الدِّينِ ‌بنِ ‌الزَّكِيِّ، وَحُمِلَ إِلَى قَاسيُونَ فَدُفِنَ فِي تُرْبَتِهِ المَعْلُومَةِ الشَّرِيفَةِ، الَّتِي هِيَ قِطْعَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.


مُؤلَّفَاتُهُ:

أَلَّفَ الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ مُحْيِي الدِّينِ ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي مَجَالَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَقَدْ بَلَغَتْ مُؤَلَّفَاتُهُ الْمِئَاتِ، مِنْهَا مَا كَتَبَهُ فِي وَرَقَاتٍ قَلِيلَةٍ، وَمِنْهَا مَا بَلَغَ آلَافَ الصَّفَحَاتِ كَـ«الْفُتُوحَاتِ الْمَكِّيَّةِ»، وَيُمْكِنُ أَنْ نَذْكُرَ بَعْضَهَا فِيمَا يَلِي:

أولًا: القُرْآنُ وَعُلُومُهُ.

  • إِشَارَاتُ الْقُرْآنِ فِي عَالَمِ الْإِنْسَانِ.
  • تَفْسِيرُ آيَةِ الْكُرْسِيِّ.
  • تَفْسِيرُ آيَةِ النُّورِ.
  • تَفْسِيرُ سُورَةِ يُوسُفَ.
  • التَّفْسِيرُ الشَّرِيفُ.
  • تَفْسِيرُ الْفَاتِحَةِ وَخَوَاصُّهَا.
  • الْجَمْعُ وَالتَّفْصِيلُ فِي أَسْرَارِ مَعَانِي التَّنْزِيلِ.
  • كِتَابُ رَدِّ مَعَانِي الْآيَاتِ الْمُتَشَابِهَاتِ إِلَى مَعَانِي الْآيَاتِ الْمُحْكَمَاتِ.
  • كِتَابُ الْغَايَاتِ فِيمَا وَرَدَ مِنَ الْغَيْبِ فِي تَفْسِيرِ بَعْضِ الْآيَاتِ.
  • الْقَسَمُ الْإِلَهِيُّ بِالِاسْمِ الرَّبَانِيِّ.
  • الْمَقْصِدُ الْأَسْمَى فِي الْإِشَارَاتِ، فِيمَا وَقَعَ فِي الْقُرْآنِ بِلِسَانِ الْحَقِيقَةِ وَالشَّرِيعَةِ مِنَ الْكِنَايَاتِ.

ثَانِيًا: الحَدِيثُ الشَّرِيفُ.

  • اخْتِصَارُ الْبُخَارِيِّ.
  • اخْتِصَارُ التِّرْمِذِيِّ.
  • اخْتِصَارُ مُسْلِمٍ.
  • اخْتِصَارُ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ.
  • الْأَرْبَعُونَ صَحِيفَةً، وَهِيَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْقُدُسِيَّةِ.
  • كِتَابُ الْأَرْبَعِينَ الطُّوالَاتِ.
  • كِتَابُ الْأَرْبَعِينَ الْمُتَقَابِلَةِ فِي الْحَدِيثِ.
  • كِتَابُ الْأَرْبَعِينَ فِي إِرْشَادِ السَّائِلِينَ.
  • الرِّيَاضُ الْفِرْدَوْسِيَّةُ فِي الْأَحَادِيثِ الْقُدُسِيَّةِ.
  • الِاحْتِفَالُ فِي مَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَنِيِّ الْأَحْوَالِ.
  • رِسَالَةُ الْعُبُودِيَّةِ فِي السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ.
  • رِسَالَةُ وَعْظٍ بِالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ.
  • كِتَابُ الْعَوَالِي فِي أَسَانِيدِ الْحَدِيثِ.
  • كَنْزُ الْأَبْرَارِ فِيمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَدْعِيَةِ وَالْأَذْكَارِ.
  • كِتَابُ مِشْكَاةِ الْمَعْقُولِ الْمُقْتَبَسَةِ مِنْ نُورِ الْمَنْقُولِ.
  • كِتَابُ الْمِصْبَاحِ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصِّحَاحِ.

ثالثًا: التربِيَةُ وَالأَخْلاقُ.

  • الْأَجْوِبَةُ الْعَرَبِيَّةُ فِي شَرْحِ النَّصَائِحِ الْيُوسُفِيَّةِ.
  • آدَابُ الْمُرِيدِينَ.
  • كِتَابُ الْأَدَبِ.
  • كِتَابُ الْإِرْشَادِ.
  • إِرْشَادُ الطَّالِبِينَ وَتَنْبِيهُ الْمُرِيدِينَ.
  • الْأَمْرُ الْمُحْكَمُ الْمَرْبُوطُ فِيمَا يَلْزَمُ أَهْلَ طَرِيقِ اللهِ مِنَ الشُّرُوطِ.
  • تُحْفَةُ السَّالِكِينَ.
  • تَهْذِيبُ الْأَخْلَاقِ.
  • رُوحُ الْقُدْسِ فِي مُنَاصَحَةِ النَّفْسِ.

رابعًا: الفِقْهُ:

  • أَسْرَارُ تَكْبِيرَاتِ الصَّلَاةِ.
  • أَسْرَارُ الْوُضُوءِ وَأَرْكَانُهُ.
  • جَامِعُ الْأَحْكَامِ فِي مَعْرِفَةِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ.
  • حَجَّةُ الْوَدَاعِ.
  • كِتَابُ الْحِكَمِ وَالشَّرَائِعِ.
  • رِسَالَةُ الِاسْتِخَارَةِ.
  • رِسَالَةٌ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ.
  • رِسَالَةٌ فِي أَعْمَالِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ.
  • رِسَالَةٌ فِي الصَّلَاةِ.
  • كِتَابُ الْكَبَائِرِ.
  • الْمَحَجَّةُ الْبَيْضَاءُ فِي الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ.

خامسًا: الشِّعْرُ.

  • إِنْزَالُ الْغُيُوبِ عَلَى سَرَائِرِ الْقُلُوبِ.
  • الْقَصِيدَةُ التَّائِيَّةُ.
  • تَخْمِيسُ قَصِيدَةِ أَبِي مَدْيَنٍ.
  • تُرْجُمَانُ الْأَشْوَاقِ.
  • الْحَجُّ الْأَكْبَرُ.
  • دِيوَانُ إِشْرَاقِ الْبَهَاءِ الْأَمْجَدِ عَلَى حُرُوفِ أَبْجَد.
  • دِيوَانُ الشَّيْخِ الْأَكْبَرِ.
  • دِيوَانُ الْمَعَارِفِ الْإِلَهِيَّةِ وَاللَّطَائِفِ الرُّوحَانِيَّةِ.
  • ذَخَائِرُ الْأَعْلَاقِ فِي شَرْحِ تُرْجُمَانِ الْأَشْوَاقِ.
  • كِتَابُ الزَّيْنَبِيَّاتِ.
  • الْقَصِيدَةُ الْعِشْقِيَّةُ.
  • كِتَابُ الْمُعَشَّرَاتِ، أَوِ الدِّيوَانُ الْأَصْغَرُ.

سادسًا: التَّصَوُّفُ وَالْمَعَارِفُ.

  • كِتَابُ الْإِسْرَا إِلَى الْمَقَامِ الْأَسْرَى.
  • كِتَابُ إِنْشَاءِ الدَّوَائِرِ وَالْجَدَاوِلِ.
  • بُلْغَةُ الْغَوَّاصِ فِي الْأَكْوَانِ إِلَى مَعْدِنِ الْإِخْلَاصِ فِي مَعْرِفَةِ الْإِنْسَانِ.
  • كِتَابُ التَّجَلِّيَاتِ.
  • التَّنَزُّلَاتُ الْمَوْصِلِيَّةُ.
  • الدُّرَّةُ الْبَيْضَاءُ.
  • رِسَالَةُ الِاتِّحَادِ الْكَوْنِيِّ فِي حَضْرَةِ الْإِشْهَادِ الْعَيْنِيِّ.
  • رِسَالَةُ الْأَحَدِيَّةِ.
  • رِسَالَةُ الِانْتِصَارِ.
  • رِسَالَةُ الْأَنْوَارِ فِيمَا يُمْنَحُ صَاحِبُ الْخَلْوَةِ مِنَ الْأَسْرَارِ.
  • رِسَالَةٌ إِلَى الْإِمَامِ الرَّازِيِّ.
  • رِسَالَةُ الْمَعْلُومِ مِنْ عَقَائِدِ عُلَمَاءِ الرُّسُومِ.
  • الْعَبَادِلَةُ.
  • عُقْلَةُ الْمُسْتَوْفِزِ.
  • عَنْقَاءُ مُغرِبٍ فِي مَعْرِفَةِ خَتْمِ الْأَوْلِيَاءِ وَشَمْسِ الْمَغْرِبِ.
  • الْفُتُوحَاتُ الْمَكِّيَّةُ.
  • فُصُوصُ الْحِكَمِ.
  • الْفَنَاءُ فِي الْمُشَاهَدَةِ.
  • كِتَابُ الْكُتُبِ.
  • كَشْفُ الْمَعْنَى عَنْ سِرِّ أَسْمَاءِ اللهِ الْحُسْنَى.
  • كِيمِياءُ السَّعَادَةِ لِأَهْلِ الْإِرَادَةِ.
  • الْمَبَادِئُ وَالْغَايَاتُ فِيمَا تَحْتَوِي عَلَيْهِ حُرُوفُ الْمُعْجَمِ مِنَ الْعَجَائِبِ وَالْآيَاتِ.
  • مُحَاضَرَةُ الْأَبْرَارِ وَمُسَامَرَةُ الْأَخْيَارِ.
  • مَرَاتِبُ عُلُومِ الْوَهْبِ.
  • كِتَابُ الْمَسَائِلِ.
  • مَشَاهِدُ الْأَسْرَارِ الْقُدُسِيَّةِ وَمَطَالِعُ الْأَنْوَارِ الْإِلَهِيَّةِ.
  • مَوَاقِعُ النُّجُومِ وَمَطَالِعُ أَهِلَّةِ الْأَسْرَارِ وَالْعُلُومِ.